قالوا: فهل تأذن لنا في الاطلاع على ما جرى في ميدان الحرية؟
قال بصوت مملوء بالاستعلاء: كما يحلو لكم.. ولو أني لا أثق
كثيرا في هذه الوسائل المعاصرة.
ابتدر أخي، فوضع القرص في القارئ، وبدأ شريط الأحداث:
ظهر نيقتاس في ساحة الحرية كدبابة مصفحة لا يمكن لأي رصاص في
الدنيا أن يخترقها، ثم صاح في الجموع بلهجة لا تذكر بأحد في الدنيا كما تذكر
بنيقتاس البيزنطي، قائلا: هلموا إلي أيها الناس.. فإن نيقتاس البيزنطي يريد أن
يعلن بينكم أمرا هو في غاية النفع لكم.. بل لن تنتفعوا بغيره إن لم تنتفعوا به.
دبت إليه جموع كثيرة، كل تركوا مجالسهم ليسمعوا لهذا الذي خرج
من التاريخ، ليدخل واقعهم، ويصيح فيه.
لما اجتمعت الجموع، قال بصوت جهوري: هل تعلمون أخطر أسطورة في
الدنيا؟
حسبت الجموع أنه سيقص عليها أساطير الأدويسة والإلياذة.. ففتحت
آذانها، وأخذت تنتظر منه أن يجيبها على ما سأله.
انتظر برهة، فلما لم يجبه أحد قال: محمد.. محمد..
قالوا: ما به؟.. ومن تقصد؟
قال نيقتاس: ذلك الذي ادعى النبوة، ليؤسس بدعواه أخطر أسطورة في
الدنيا.
قال رجل من الجمع: نحن لا نسمع عن محمد إلا كلاما طيبا، فما
الذي حوله إلى أسطورة خطيرة؟
قال نيقتاس: ما تسمعونه من السمعة الطيبة عنه أثر من آثار تلك
الأساطير التي نشرها في تلك الأيام المشؤومة، ولا يزال أتباعه الأغبياء ينشرونها..
وأخاف أن يكون من بينكم من عدي بعدواها.