الْأَقْرَبِينَ﴾
(الشعراء:214) جمع الأقربين من أهله، فخص وعم، فقال:(يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم
من الله، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم من الله ضرًا ولا نفعًا، ولا
أغنى عنكم من الله شيئًا.. يا بني كعب بن لؤى، أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا
أملك لكم ضرًا ولا نفعًا.. يا بني مرة بن كعب، أنقذوا أنفسكم من النار.. يا معشر
بني قصى، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا.. يا معشر بني
عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى لا أملك لكم من الله ضرًا ولا نفعًا، ولا
أغنى عنكم من الله شيئًا.. يا بني عبد شمس، أنقذوا أنفسكم من النار.. يا بني هاشم،
أنقذوا أنفسكم من النار.. يا معشر بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنى
لا أملك لكم ضرًا ولا نفعًا، ولا أغنى عنكم من الله شيئًا، سلونى من مالى ماشئتم،
لا أملك لكم من الله شيئًا.. يا عباس بن عبد المطلب، لا أغنى عنك من الله شيئًا.. يا
صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله، لا أغنى عنك من الله شيئًا.. يا فاطمة بنت
محمد رسول الله، سلينى ما شئت من مالى، أنقذى نفسك من النار، فإنى لا أملك لك ضرًا
ولا نفعًا، ولا أغنى عنك من الله شيئًا غير أن لكم رحمًا سأبُلُّها بِبلاَلها)[1] أي أصلها حسب حقها.
فالنبي a في هذا البيان ذكر علاقة المسلم بالمخالفين، فهو ينصحهم
ويدعوهم ويكل أمرهم إلى الله، وفي نفس الوقت يصلهم ويحسن إليهم ما دام الإحسان
إليهم لا يضر بدينهم ولا بدينه.
قال نيقتاس: كيف يضر الإحسان.. وهل يمكن أن يضر الإحسان أحدا من
الناس؟
قال الحكيم: أجل.. يمكن أن يضر الإحسان.. ألا ترى أن الشفقة على
الصبي المريض بعدم إعطائه الدواء المر مضرة له؟