وقد ضرب الله تعالى للمؤمنين مثلا لذلك بإبراهيم u الذي كان برا بأبيه مع كفره بالله،
قال تعالى مخبرا عنه:﴿ قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي
إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً﴾
(مريم:47)
وقد جاءت أسماء بنت أبي بكر إلى رسول الله a، فقالت: قدمت علي أمي، وهي مشركة
في عهد رسول الله a،
فاستفتيت رسول الله a،
قلت: قدمت علي أمي، وهي راغبة[1] أفأصل أمي، قال:(نعم، صلي أمك)[2]
أرأيت.. إن رسول الله a أمرها أن تصل أمها وتحسن إليها مع
كونها مشركة.
إن الود الذي نهي عنه المسلمون هو الود الذي يضحي بود الله من
أجل ود ذلك القريب.. كما قال تعالى:﴿ قُلْ
إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا
وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ
فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي
الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (التوبة:24).. هذا هو الود المنهي عنه.. وهو ود يجعل هم
صاحبه أن يرضي من وده على حساب حبه لله.
ولهذا ما نهي المسلمون عن الموادة التي لا تضحي بمودة الله، قال
تعالى:﴿ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي
الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة:8)
[2] رواه البخاري ومسلم وأبو داود ولفظه
قالت: قدمت علي أمي راغبة في عهد قريب وهي راغمة مشركة، فقلت: يا رسول الله، إن
أمي قدمت علي وهي راغمة مشركة، أفأصلها قال: نعم صلي أمك.