responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 356

قال الحكيم: ما دمت وعيت هذا.. فاسمع ما يقول الله تعالى مخبرا عما كان يملأ النبي a نحو الذين واجهوه بالمحاربة، قال تعالى:﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً﴾ (الكهف:6)، وقال تعالى:﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (الشعراء:3).. أتدري ما معنى (باخع)؟

قال نيقتاس: أعرف أنها (قاتل)

قال الحكيم: فقد كاد الحزن يقتل النبي a على أعدائه.. ولهذا نهي عن ذلك، قال تعالى:﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ (فاطر:8)

ونهي عن الحزن عليهم، فقال:﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ﴾ (النحل:127)

التفت الحكيم إلى نيقتاس، وقال: هل ترى رجلا مثل هذا يمكن أن يحمل البغض الذي يحمله الحاقدون؟

قال نيقتاس: ولكن ما علاقة ذلك كله بالانفتاح الديني الذي تزعمه؟

قال الحكيم: هذا هو أساس الانفتاح وقلبه ومحركه.. فالانفتاح ليس صورة أو طلاء، وإنما هو حقائق تملأ النفوس طهرا، والسلوك أدبا.

ولهذا، فإن المسلم ـ خارج الإطار الديني المحض ـ مطالب بالإحسان والأدب مع كل الناس مسلمهم وكافرهم، لقد قال الله تعالى يحث على رعاية الوالدين الكافرين والإحسان إليهما:﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (لقمان:15)

ففي هذه الآية نهي المسلمون أن يطيعوا آباءهم فيما يأمرونهم به من الكفر، ولكنهم نهوا في نفس الوقت أن يسيئوا إليهم أو يقصروا في الإحسان إليهم.

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست