المشهد لم يتوقف هنا.. لقد ورد في (متى: 28):(فأجابها يسوع:
أيتها المرأة، عظيم إيمانك! فليكن لك ما تطلبين! فشفيت ابنتها من تلك الساعة)
ابتسم ابتسامة عريضة، وقال: هل رأيتم إنسانية أعظم من هذه
الإنسانية؟.. وهل رأيتم تفتحا أعظم من هذا التفتح؟
ابتسم الحكيم، وقال: أرأيت لو أن شخصا لم يلب طلبك البسيط
بالنسبة له إلا بعد أن يهين كرامتك، ويحتقرك، بل يسميك كلبا، ثم لا يلبه إلا بعد
إلحاح شديد، بل بعد سجودك له.. أتعتبر مثل هذا إنسانا محترما لا يحمل أي عنصرية؟
سكت نيقتاس، فقال الحكيم: إن العنصرية والانطواء العرقي تفوح من
جميع الكتاب المقدس، لا من هذا النص وحده.. ولو قلت لك بأنه لا يوجد كتاب في
الدنيا يفوق ما فيه من عنصرية ما في الكتاب المقدس منها، فلن أكون كاذبا.
التفت إلى نيقتاس، وقال: لن أكلفك أن تقرأ لي نصوصا من الكتاب
المقدس.. بل سأقرؤها بنفسي.. وأدع لك مهمة التصحيح.. أنا مثلك أحفظ الكتاب المقدس
عن ظهر قلب..
أخذا يقرأ من إنجيل يوحنا:(ورأى يسوع نثنائيل قادما نحوه فقال
عنه: هذا إسرائيلي أصيل لا شك فيه!)(يوحنا:ا/47)
التتف الحكيم إلى نيقتاس، وقال: هذا نص مملوء بالعنصرية
المقيتة.. إن الإنسان في تصورنا نحن المسلمين يكرم لتقواه ولدينه لا لأصله ونسبه.
لن أكتفي بهذا النص.. هناك نصوص أخرى كثيرة سأقرؤها من دون أي
تعليق:
لقد جاء في (صموئيل: 1/ 43):(فقال الفلسطيني لداود: (ألعلي كلب
حتى تأتي لمحاربتي بعصي؟)
وجاء في (مزامير: 60/8):(موآب مرحضتي، وعلى أدوم ألقي حذائي)
وجاء في (تثنية 20/ 10ـ 15):(وحين تتقدمون لمحاربة مدينة
فادعوها للصلح أولا.