التفت الحكيم إلى الجماعة المحيطة به، وقال بنبرة حزينة: إن
عقدة الدم الأنجلوساكسوني الأمريكي لا تختلف عن عقدة الدم اليهودي.. فكلاهما شديد
الاستهانة بدماء (الأغيار)، وكلاهما شديد الحرص على دماء (الشعب المختار)
في عام 1664، صدر كتاب بعنوان: (العملاق) كتبه (يوردجاك) تضمن
نصائح للقيادات الأنجلو ساكسونية المتزعمة للمهاجرين البروتستانت إلى القارة
الأمريكية الجديدة، جاء فيه:(إن إبادة الهنود الحمر والخلاص منهم أرخص بكثير من أي
محاولة لتنصيرهم أو تمدينهم ؛ فهم همج، برابرة، عراة، وهذا يجعل تمدينهم صعباً)
وجاء فيه:(إن النصر عليهم سهل، أما محاولة تمدينهم فسوف تأخذ
وقتاً طويلاً، وأما الإبادة فإنها تختصر هذا الوقت، ووسائل تحقيق الانتصار عليهم
كثيرة: بالقوة، بالمفاجأة، بالتجويع، بحرق المحاصيل، بتدمير القوارب والبيوت،
بتمزيق شباك الصيد، وفي المرحلة الأخيرة: المطاردة بالجياد السريعة والكلاب
المدربة التي تخيفهم ؛ لأنها تنهش أجسادهم العارية)
وفي عام 1730 م، أصدرت الجمعية التشريعية (البرلمان) لمن يسمون
أنفسهم (البروتستانت الأطهار) تشريعاً يقنن عملية الإبادة لمن تبقى من الهنود
الحمر، فأصدرت قراراً بتقديم مكافأة مقدارها 40 جنيهاً مقابل كل فروة مسلوخة من
رأس هندي أحمر، و40 جينهاً مقابل أسر كل واحد منهم، وبعد خمسة عشر عاماً ارتفعت
المكافأة إلى 100 جنيه! ثم وضع البرلمان البروتستانتي (تسعيرة) جديدة بعد عشرين
عاماً من صدور القرارات الأولى: فروة رأس ذكر عمره 12 عاماً فما فوق: 100 جنيه،
أسير من الرجال: 105 جنيهات، أسيرة من النساء أو طفل: 55 جنيهاً، فروة رأس امرأة
أو فروة رأس طفل: 50 جنيهاً.
وفي عام 1763 م أمر القائد الأمريكي (جفري آهرست) برمي بطانيات
كانت تستخدم