أي منطق، ولا يدل عليها أي دليل، فأنتم تفرضونها على الكون
فرضا.
قال بات روبرتسون: لم أفهم ما الذي تقصده؟
قال الحكيم: أرأيت النار.. والأشواك.. والزلازل.. والبراكين..
والآلام.. والأمراض.. والموت..
قال بات روبرتسون: ومن لم ير كل ذلك.. إلا إذا كان مسلما
متطرفا؟
قال الحكيم: فمن خلق كل ذلك؟
قال بات روبرتسون: الله.. الله هو الذي خلق كل ذلك.
قال الحكيم: فالله إذن خلق الأزهار الجميلة، والطيور المغردة..
وخلق بجانبها البراكين والزلازل.. لنعرفه معرفة شاملة كاملة.. فنرجو خيره، ونخاف
الآلام التي قد تصيبنا من عقوبته.. فرحتم أنتم تختصرون الله فيما تحبون، أو فيما
تملي عليكم شهواتكم.
وأنتم تشبهون في ذلك مجرما أخذ صورة مشوهة عن القاضي.. فقيل له:
إنه قاض رحيم محب ودود.. لا يلقي المجرمين إلا بابتسامته العريضة وجنانه الفسيحة..
فراح ذلك المجرم يتطرف في جرائمه لا يقف في وجهه شيء..
قال بات روبرتسون: فهل فعلنا نحن ذلك؟
قال الحكيم: بل لم تفعلوا إلا ذلك.. أنتم تشجعون على الرذيلة
والانحراف، وتسمون كل ذلك محبة..
بينما الإسلام يتعامل مع الحقائق كما هي.. ويصف الله بما وصف به
نفسه، فهو رحيم ودود.. وهو كذلك شديد العقاب، قال تعالى:﴿ نَبِّئْ عِبَادِي
أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ
الْأَلِيمُ (50)﴾ (الحجر)
قال بات روبرتسون: فأنت تقر بأن ربكم يعذب.
قال الحكيم: لست أنا الذي يقر بذلك.. بل كل شيء يقر بذلك..
ولكنه عذاب رحيم لا