قال بات روبرتسون: وكيف لا أراها.. إلا إذا كنت متطرفا مسلما؟
قال الحكيم: فقد كتب عليها (قف).. فما تعني هذه الكلمة؟
قال بات روبرتسون: هي تأمر السيارات المارة بأن تقف في هذا
المحل.
قال الحكيم: ألا ترى بأنها تحد بذلك من حرية المارة؟
قال بات روبرتسون: لا.. بل هي تنظم سير المارة.. ولولا هذه
اللافتة التي أبدعتها حضارتنا المستلهمة من تعاليم المسيح لاختلطت الطريق بأهلها.
قال الحكيم: ما دمتم لم تعتبروا أنفسكم متطرفين، وأنتم تحدون من
حرية المارة بمثل هذه اللافتات، فلم تعتبرون اللافتات الربانية التي تنظم السير
إلى الله من التطرف؟.. أم أنكم تريدون أن تختلط الطريق إلى الله بالمشعوذين
والخرافيين والدجالين والمهووسين.
قال بات روبرتسون: ما علاقة ما تقوله بما
نحن فيه؟
قال الحكيم: لقد فخرت على محمد بالمسيح..
وزعمت أن محمدا ضيق حياة الناس بما وضع من قوانين السلوك.. بينما لم يفعل المسيح
شيئا من ذلك.
قال بات روبرتسون: ذلك صحيح.. ففي المسيحية يكفيك
الإيمان.
قال الحكيم: لقد ولد ذلك وجود طوائف كثيرة
ممتلئة بالتطرف.. لاشك أنك تعرف الرهبان الذين وضعوا من قوانين السلوك ما صارعوا
به الفطرة التي فطر الله الناس عليها.