التفت الحكيم إلى الطريق، وأشار إلى شرطي كان يقف في الطريق، وقال: أرأيت إلى هذا الشرطي الهادئ الوديع المسالم؟
قال بات روبرتسون: وكيف لا أراه.. إلا إذا كنت متطرفا مسلما؟
قال الحكيم: فهل ستراه يظل على هدوئه ووداعته ومسالمته إن رأى من يخالف القانون أو يعتدي على المارة؟
قال بات روبرتسون: لا.. بل سينقلب حينها وحشا كاسرا.
قال الحكيم: تقصد أنه عند ملاقاته للصوص والمجرمين ينقلب من الاعتدال إلى التطرف.
قال بات روبرتسون: لا.. بل يظل معتدلا.. بل إنه لو بقي في مكانه لم يحرك ساكنا إن رأى المجرمين كان شريكا لهم في جرائمهم.
قال الحكيم: فإن اضظره ذلك السلوك العنيف إلى استعمال السلاح.
قال بات روبرتسون: لا حرج عليه في استعماله ما دام أعداء السلام يستعملونه.
قال الحكيم: فقد أقررت إذن بجميع القوانين التي تحكم على المواقف بكونها معتدلة أو متطرفة.
قال بات روبرتسون: لم أفهم ما الذي تقصده؟
قال الحكيم: لقد فخرت على محمد a بمقولة المسيح:(دع ما لقيصر لقيصر)..
قال بات روبرتسون: أجل فعلت ذلك.. ولا أزال مصرا عليه.
قال الحكيم: فإذا قال هذا الشرطي (دع ما للص للص).. و(دع ما للمجرم للمجرم) هل تقبل منه ذلك؟
قال بات روبرتسون: المسيح ذكر قيصرا ولم يذكر المجرمين.
قال الحكيم: فإذا تحول المجرمون إلى قياصرة.. أو تحول القياصرة إلى مجرمين..