قال دوج: ولكني ذكرت لكم أدلتي.. ألم تر كل
تلك السيوف.. إن كل سيف منها دليل قائم بذاته.. إن كل سيف منها لم يضعه محمد حتى
ملأه دماء.
انتفضت الجماعة غاضبة، فقال الحكيم: مهلا ـ
يا جماعة ـ إن هذا الرجل ـ على ما يبدو ـ طالب حق.. وقد ذكر لنا من خلال صورته هذه
الشبه التي تحيك في نفسه، وتحول بينه وبين محمد a.. والأدب الذي أدبنا رسول الله a يدعونا لأن نحل له الإشكالات
التي وقع فيها، ونجيبه عن الشبه التي جعلته يعتقد في نبينا هذا.
قال دوج: لا.. أنا لست واقعا في أي شبهة..
بل أنا متأكد من كل ما فعلته مصر عليه غاية الإصرار.
قال الحكيم: لا بأس.. ولكن المنطق العلمي يدعوك
لأن تسمع لنا، ثم تجيبنا بعد ذلك بما تشاء أن تجيبنا به.
قال دوج: وهل لأمثالكم منطق علمي حتى يمكن
أن نسمع له؟
قال الحكيم: لا بأس.. سنعرض عليك ما عندنا..
ولك الحرية بعد ذلك أن تقبله أو أن ترده.
قال دوج: أنا فنان مبدع.. وليس للفنان
المبدع أن يضيع وقته مع أمثالكم.
قال الحكيم: لا بأس.. اعتبرنا مادة لفنك..
اسمع لنا.. ثم صور ما تشاء مما نقوله بما تشاء من ألوانك.
سكت دوج، فقال الحكيم: إن ما ذكرته من شبه
يستدعي البحث العلمي في ثلاثة أمور:
أما أولها.. فهو في شرعية الحرب من خلال
مصادركم ومن خلال مصادرنا، باعتبار المصادر هي الأساس الذي نتلقى منه أفكارنا
وسلوكنا وحياتنا.
وأما الثاني.. فهو النظر في أسباب الحروب
التي مارسها رسول الله a.. ونقارنها بالحروب التي مارسها رجال الكتاب المقدس وغيرهم على
امتداد تاريخ البشرية.