لا يتحدث جواب الكندي عن دعوة محمد في مكة، وإنما ينتقل فجأة
إلى المدينة، حيث يذكر أن محمدا اغتصب مربد غلاميين يتيمين، وبنى عليه مسجده، وأنه
اصطحب قوماً فراغاً لاعمل لهم وبدأ في شن الغارات وممارسة النهب والسلب وقطع
الطريق وإخافة السبيل.
وهو يتهم محمدا أنه أمر باغتيال بعض الآمنين في بيوتهم.. ثم يشير
إلى جروح محمد يوم أحد، ويرى أنه لو كان رسولاً لمنعه الله من الضرر، ثم يذكر أن
محمدا لم يكن له هم إلا امرأة جميلة يتزوجها.. ويتهمه بالاستخفاف بالله في محاباة
زوجاته.
وبعد ذلك يثير جواب الكندي موضوع النبوة وعلاماتها.. وهذا من
أهم أجزاء هذه الرسالة.. وهو يذكر بذكاء حاد أن شروط النبوة لا تتوافر في محمد..
ذلك أن أهم علامات النبوة هي المعجزات، ومحمد لم يأت بشيء منها، وأنه أنكر أنه
يستطيع أن يأت بآية كما جاء في القرآن، وأنه لا دليل لدى محمد على رسالته
الإلهية..
وهو يذكر أن الإسلام انتشر بحد السيف.. وهو يذكر أن المسيحية
انتشرت بالتبشير واستشهاد الحواريين، بينما الإسلام انتشر بالقهر والسيف.
وهو يذكر أن لغة القرآن ليست معجزة، ويعتبر لغة الشاعر امرئ
القيس أقوى من لغة القرآن.
ويذكر أن الإغراء المادي والوعد بالملذات الحسية في جنة شهوانية
هو الذي أغرى العرب المحرومين أن ينضموا إلى الإسلام وجيوشه، وأن جيوش المسلمين
كانت مليئة بالمنافقين الذين انضموا إليها طلباً للغنائم.
وهو يهاجم شعائر الإسلام، ويعتبر الحج عملاً من أعمال الوثنية،
ويرى أن الجهاد ليس إلا عملا شيطانيا.
وهو يذكر أن محمدا لم يكن يهدف مثلما هدف المسيح إلى أن يخلّص
ويهذب