الإنسان، وإنما هدف إلى ما هدف إليه الفاتحون الآخرون وهو أن
يوسع مملكته.
وهو يذكر أن المسيحية هي الصراط المستقيم المذكور في سورة
الفاتحة.
وهو يذكر أن الشرائع ثلاث: شريعة الكمال الإلهي وهي التي جاء
بها المسيح، وشريعة العدل وهي التي جاء بها موسى، وشريعة الشيطان وهي التي جاء بها
محمد.
وهو يذكر أن محمدا كان يتلقى قرآنه من راهب طُرد من الكنيسة،
وذهب إلى إلى تهامة واسمه سرجيوس، وتسمى عند محمد باسم نسطوريوس، وأنه هو الذي كان
يسميه محمد جبريل أو الروح القدس.
التفت إلي، وقال: هذه الترجمة الرئيسة في المشروع الكلوني نالت
بين قومنا شعبية هائلة، وأصبحت بمثابة انجيل المبشرين والمستشرقين منذ ترجمتها
وإلى اليوم، حيث اعتبروها أفضل دفاع عن المسيحية وأقوى هجوم على الإسلام.
وضع الشيخ النجدي الكتاب في الخزانة بلطف، ثم قال ـ وقد أخرج
كتابين آخرين ـ: بعد أن انتهى بطرس المكرم من ترجمة هذا المشروع الذكي قام بتأليف
ردين على الإسلام هما هذان الردان.. أما الأول فهو (المجمل الكامل عن الهرطقة
الإسلامية).. وأما الثاني، فهو (الدحض)، وقد قسمه إلى كتابين، كل كتاب مكون من
فصلين وكلاهما كتبه باللاتينية.
التفت إلي، وقال: سأقرأ عليك بعض ما ورد في هذا الرد..
أخذ الشيخ النجدي يقرأ بصوت عال:(إلى هذا الحد الفعلي علّم
(محمد) القذر الشرير أتباعه إنكار جميع أسرار الدين المسيحي، وحكم تقريباً على ثلث
الجنس البشري بعدم معرفة يوم الدينونة للرب، بواسطة حكايات مجنونه يهذي بما لم
يُسمع بمثلها استجابة لأبليس والهلاك السرمدي)
إلى أن يقول:(هكذا كان (محمد) ناشطاً جداً في الشؤون العالمية،
وذكيا إلى أبعد حد، هو انبثق من الأصل الوضيع والفقر إلى الغنى والشهرة، ونهض
بنفسه إلى أعلى شيئاً فشيئاً،