أوقفه الحكيم، وقال: هل هناك كتاب في الدنيا يتكلم عن أعدائه ـ
الذين استعملوا كل الأساليب الخسيسة لاستئصاله ـ بهذا الأسلوب!؟
إنه يتحدث عن حقوق أعدائه الكثيرة.. ويطلب من المسلمين الذين
أصابهم ما أصابهم من أعدائهم أن يوفوهم بها في لحظات نصرهم.
إنه يطلب من المسلمين أن يجيروا المشركين الذين لم يكن لهم إلا
شعار واحد هو استئصال المؤمنين.
وهو عندما يأمر بالقتال يقصره على أئمة الإجرام دون غيرهم من
العامة والبسطاء.
ثم هو يأمر المرة بعد المرة بالتسامح مع هؤلاء وقبولهم إخوانا
في الله إن تابوا عن سلوكهم الذي كانوا يسلكونه.
هنا انتفض دوج، وقال: هذا هو الإكراه بعينه.
قال الحكيم: لا.. ليس هذا إكراها.. لقد جاء الإسلام في بيئة
جاهلية وثنية تمتلئ بالكهانة والسحر ووأد البنات وظلم المرأة والعبيد.. فلذلك لم
يرض من هؤلاء إلا الإسلام، بعد أن أتاح لهم فرصة التفكير فيه.. أما غيرهم من أهل
الكتاب، فلم يتعرض لهم عربا كانوا أو غير عرب.