قال الحكيم: وهل فرض الدولة للقيم الحضارية على الشعب إكراه ..
هل إذا أمرته بالنظاقة والنظام والحفاظ على حقوق الآخرين ظلم وإكراه.
قال دوج: ولكن الإسلام ليس هذا فقط؟
قال الحكيم: بل هذا هو الإسلام.. الإسلام هو القيم النبيلة التي
لو بحثت في جميع أسفار العالم المقدسة وغير المقدسة.. فلن تجد أنبل منها ولا أكرم
منها ولا أشرف منها.
قال دوج: هكذا أنتم ـ معشر المسلمين ـ لا تعرفون غير الفخر.
قال الحكيم: المسلمون لا يفخرون بأنفسهم.. بل يعترفون بقصورهم
عن تمثيل الإسلام في صورته المثلى.. ولكنهم يعتقدون أن الله الذي خلق هذا الكون
ووفر له جميع أسباب الهداية لم يضيع البشر.. بل أرسل لهم من أنوار الهداية ما يرفع
عنهم كل ظلمة، ويملؤهم بكل حقيقة.
قال دوج: دعنا من هذا.. وأجبني: ألم يحو القرآن كلمة الإرهاب؟
ابتسم الحكيم، وقال: أجل.. لقد وردت مادة (رهب) ومشتقاتها في
القرآن الكريم في اثني عشر موضعا..
انتفض فرحا، وهو يقول: أرأيتم.. لقد ذكرت لكم بأن القرآن هو
كتاب الإرهاب.. إنه يذكر الإرهاب اثني عشر مرة.
التفت الجمع إلى الحكيم، وفي عيونهم تساؤلات كثيرة، فقال:
سأقرؤها عليكم واحدة واحده:
أما الأولى.. فهي قوله تعالى:﴿ يَا بَنِي إِسْرائيلَ
اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا