بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ (البقرة:40)[1]، والرهبة هنا تعني الخوف من الله..
فالخوف هو السوط الذي يكسر نوازع الشر في الإنسان.
وأما الثانية، فقوله تعالى:﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ
النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا
وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا
إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا
يَسْتَكْبِرُونَ﴾ (المائدة:82)[2]، فالرهبان الصادقون هم الذين حملهم
الخوف من الله إلى اعتزال كل ما يبعدهم عنه أو ما يغضبه عليهم.
وأما الثالثة، فقوله تعالى حكاية عن السحرة:﴿ قَالَ
أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ
وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾
(لأعراف:116)[3]، فالسحرة استعملوا سلاح سحرهم
للتاثير في بث الرعب في الحاضرين.
وأما الرابعة، فقوله تعالى:﴿ وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ
مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدىً وَرَحْمَةٌ
لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾ (لأعراف:154)، وهي تتحدث عن تأثير مخافة الله في السلوك الصالح.
[3] وقريب من هذا قوله
تعالى لموسى ـ عليه السلام ـ:﴿ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ
بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ
فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَأِهِ إِنَّهُمْ
كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ﴾ (القصص:32)، فهو من الخوف
العادي الذي يعتري أي إنسان.