responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 475

فاجلس معهم، ثم اذكر يوم بُعَاث وما كان من قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، ففعل، فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه‌:‌ إن شئتم رددناها الآن جَذَعَة ـ يعني الاستعداد لإحياء الحرب الأهلية التي كانت بينهم ـ وغضب الفريقان جميعاً، وقالوا‌:‌ قد فعلنا، موعدكم الظاهرة ـ والظاهرة‌:‌ الحَرَّة ـ السلاح السلاح، فخرجوا إليها، ‌وكادت تنشب الحرب‌‌.‌

فبلغ ذلك رسول الله a، فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم فقال‌:‌ ‌(‌يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوي الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم‌)‌

فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فبكوا، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول الله a سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس‌.‌

ومن ذلك أنهم كانوا يبثون الدعايات الكاذبة، ويؤمنون وجه النهار، ثم يكفرون آخره؛ ليزرعوا بذور الشك في قلوب الضعفاء.

وكانوا يضيقون سبل المعيشة على من آمن إن كان لهم به ارتباط مإلى، فإن كان لهم عليه يتقاضونه صباح مساء، وإن كان له عليهم يأكلونـه بالباطل، ويمتنعون عن أدائه، وكانوا يقولون‌:‌ إنما كان علينا قرضك حينما كنت على دين آبائك، فأما إذ صبوت، فليس لك علينا من سبيل‌.‌

كانوا يفعلون كل ذلك قبل بدر رغم المعاهدة التي عقدوها مع رسول الله a، وكان رسول الله aوأصحابه يصبرون على كل ذلك؛ حرصاً على رشدهم، وعلى بسط الأمن والسلام في المنطقة‌.‌

لكنهم لما رأوا أن الله قد نصر المؤمنين نصراً مؤزراً في بدر، وأنهم قد صارت لهم عزة

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست