responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 477

الحصار خمس عشرة ليلة، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكم رسول الله a في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم رسول الله a فكتفوا‌.‌

وحينئذ قام عبد الله بن أبي بن سلول ـ وقد كان رسول الله a يعلم نفاقه ـ فألح على رسول الله a أن يصدر عنهم العفو، فقال‌:‌ يا محمد، أحسن فـي موالى ـ وكـان بنـو قينـقاع حلفـاء الخزرج ـ فأبطأ عليه رسول الله a فكرر ابن أبي مقالته فأعرض عنه، فأدخل يده في جيب درعه، فقال له رسول الله a ‌:‌(‌أرسلني‌)‌، وغضب حتى رأوا لوجهه ظُللاً، ثم قال‌:‌ ‌(‌ويحك، أرسلني‌)‌‌،‌ ولكن المنافق مضى على إصراره وقال‌:‌ لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالى أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة ‌؟‌ إني والله امرؤ أخشي الدوائر‌.‌

وعامل رسول الله a هذا المنافق ـ الذي لم يكن مضي على إظهار إسلامه إلا نحو شهر واحد فحسب ـ بالحسنى،‌ فوهبهم له، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها، فخرجوا إلى أذْرُعَات الشام‌.‌

وبهذه العقوبة الرادعة لاذت القبائل اليهودية بالصمت والهدوء فترة من الزمن..

قال دوج: ألا تعتبر هذا إرهابا؟

قال الحكيم: لا.. بل فعل بهم رسول الله عين العدل والحكمة والرحمة..

قال دوج: أي عدل وأي حكمة وأي رحمة هذه التي تتحدث عنها؟

قال الحكيم: أما العدل.. فإن كل مجرم لابد أن ينال عقوبته ليستتب الأمن.. وهؤلاء الذين لم يرحموا امرأة يمكن أن يصدر منهم أي شيء بعد ذلك.

قال دوج: والحكمة!؟

قال الحكيم: لولا أن رسول الله a تعامل بحزم مع هذه الأمور وأمثالها لما استطاع أن يؤسس ذلك المجتمع الفاضل الذي أسسه.. ولا استطاع أن ينشر تلك القيم الرفيعة التي

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست