نشرها.. فالحكمة تقتضي تقديم المصالح العليا على كل شيء.
قال دوج: والرحمة!؟
قال الحكيم: لقد رحمهم رسول الله a، فاكتفى بإخراجهم.. وكان يمكنه أن
يفعل أكثر من ذلك.
غزوة أحد:
أشار الحكيم إلى سيف آخر، وقال: لعل فناننا المبدع يشير بهذا
السيف إلى (غزوة أحد)
انتفض دوج فرحا، وقال: أجل.. تلك هي الغزوة التي انتقم الله
فيها من محمد وأصحاب محمد.
ابتسم الحكيم، وقال: بل هي تلك الغزوة التي نصر الله فيها محمدا
وأصحاب محمد..
قال دوج: كيف تقول ذلك.. والكل يتفق على أن محمدا مني فيها
بهزيمة أسقطت هيبته، وجعلته عرضة لكل طامع!؟
قال الحكيم: وذلك بعض النصر الذي تحقق بهذه الغزوة.
قال دوج: إنك تحيرني.. أو أنك تتناقض مع نفسك..كيف يتحول طمع
الأعداء فيك إلى نصر؟
قال الحكيم: عندما تتوفر لأعدائك الفرص لأن يظهروا طمعهم فيك..
ثم ينصرك الله عليهم يكون سبب نصرك الأول عليهم هو طمعهم فيك.. فلولا طمعهم ما
تحقق نصرك.قال دوج: لم أفهم ما الذي تقصد بالضبط.
قال الحكيم: بالنسبة لرسول الله a تحول ما يتصوره الناس هزيمة إلى
نصر.. فالحكيم العاقل لا تتصرف فيه الظروف، بل هو الذي يتصرف فيها، وهو الذي
يحولها بعد ذلك كما