قال الحكيم: لا يمكنني أن أذكر لك ذلك إلا بعد أن يعرف الجمع
أحداث هذه الغزوة وما تلاها ليستنتجوا بعد ذلك ما ذكرته لك من تحول الهزيمة إلى
نصر.
قال الجمع: نعم.. ذلك صحيح.. فنحن نسمع بهذه الغزوة.. ولكنا لم
نتشرف بعد بمعرفة تفاصيلها.
قال الحكيم: لقد كانت هذه الغزوة إفرازا من إفرازات الأحقاد
التي كانت تمتلئ بها قلوب المشركين من قريش منذ أعلن رسول الله a دعوته فيهم، فقد قابلوا الإسلام
منذ ابتدأ بالمواجهة.. لقد كانوا ينفقون أموالهم في الصد عن سبيل الله، وإقامة
العقبات أمام الدعوة الإسلامية، ومنع الناس في الدخول في الإسلام، ثم بعد ذلك سعوا
إلى القضاء على الإسلام والمسلمين ودولتهم الناشئة.
وقد ازدادت هذه الأحقاد بعد هزيمتهم في غزوة بدر، ولذلك شرعوا
في جمع المال لحرب رسول الله a بمجرد عودتهم من بدر.
وبعد أن استكملت قريش قواها في شوال من السنة الثالثة من الهجرة،
عبأت جيشها المكون من ثلاثة آلاف مقاتل، ومعها من تبعها من القبائل العربية
المجاورة، خرجت لحرب
[1] سنرى التفاصيل
المرتبطة بهذا في رسالة (النبي الإنسان)من هذه السلسلة.. ونحن نحاول في إثبات نوع
النصر في أحد الرد على الشبه الكثيرة المرتبطة بهذا والتي تمتلئ بها مواقع
المبشرين.. والتي تستدل بالهزيمة على عدم صحة دعوى النبوة.