ومن ذلك هذه الغزوة التي قصد بها رسول الله a فض اجتماع البدو الذين كانوا
يتحشدون للإغارة على أطراف المدينة، وقد خشي رسول الله a أن ينقضوا على المدينة بعد خروجه
لبدر الثانية.
وقد حدث جابر عن بعض ما حصل في هذه الغزوة، فقال:: كنا مع
النبي a بذات
الرقاع، فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي a، فنزل رسول الله a فتفرق الناس في العضاة، يستظلون
بالشجر، ونزل رسول الله a تحت شجرة فعلق بها سيفه. قال جابر: فنمنا نومة، فجاء رجل
من المشركين: فاخترط سيف رسول الله a، فقال: أتخافني؟ قال: (لا)، قال: فمن يمنعك مني؟
قال: (الله). قال جابر: فإذا رسول الله a يدعونا، فجئنا، فإذا عنده أعرابي
جالس. فقال رسول الله a : (إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده
صَلْتًا. فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: الله، فها هو ذا جالس)، ثم لم
يعاتبه رسول الله a
غزوة بدر الثانية:
أشار الحكيم إلى سيف آخر، ثم قال: لعل هذا السيف يشير إلى غزوة
بدر الثانية[1]، وهذه الغزوة دليل آخر من أدلة ما
نصر الله به نبيه من النصر الخفي يوم أحد.
لا شك أنكم تذكرون ذلك الموعد الذي ضربه أبو سفيان للمسلمين
بالالتقاء في بدر بعد سنة من غزوة أحد.
قال الجمع: أجل.. نذكر ذلك.. فما الذي حصل؟
قال الحكيم: أما المسلمون.. وعلى رأسهم رسول الله a، فقد حضروا أنفسهم لذلك الموعد
خير تحضير، فبعد أن خضدوا
شوكة الأعراب، وكفكفوا شرهم، أخذوا يتجهزون
[1]وتعرف هذه الغزوة ببدر
الموعد، وبدر الثانية، وبدر الآخرة، وبدر الصغرى.