ولكن الأحقاد التي كانت تملأ قلوب اليهود هي التي كانت تحكم ذلك
الوقت لا العلم ولا المنطق.
فلما سمع رسول الله a بتحزبهم وخروجهم لمحاربته أمر بحفر الخندق حول المدينة في
الجهات التي لم تكن حصينة لتعوق العدو المهاجم.
وقد أشار عليه a بحفره سلمان الفارسي اقتداء بما كان الفرس يفعلونه للدفاع في
الحرب، قال سلمان: يا رسول الله كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا.
وقد اشتغل رسول الله a بحفر الخندق بنفسه ليقتدي به المسلمون، وليشجعهم على العمل،
فاشتغل المسلمون معه، أما المنافقون فكانوا يتوانون وينصرفون بدون إذن رسول الله a ويستثقلون العمل ويثبطون العزائم
وتباطأ رجال من المنافقين وصار الواحد منهم ينصرف إلى أهله من غير استئذان.
وفي هذا الموقف الحرج الذي اجتمعت فيه كل هذه الجموع على حرب
المسلمين نقضت قريضة عهدها.. وعلم بذلك رسول الله a، وعظم عند ذلك البلاء واشتد الخوف،
وانتهز المنافقون هذه الفرصة لتثبيط العزائم..