وقد ذكر موقف المؤمنين بجنب هذه الشدائد، فقال:﴿
وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ
وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً
وَتَسْلِيماً﴾ (الأحزاب:22)
في ذلك الموقف الشديد خرجت فوارس من قريش على خيلهم بعد أن
تهيأوا للقتال حتى وقفوا خارج الخندق، فلما رأوه قالوا: والله إن هذه لمكيدة ما
كانت العرب تكيدها، ثم يمموا مكاناً من الخندق ضيقاً، فضربوا خيلهم فاقتحمت منه،
فجالت بهم السبخة بين الخندق وسلع وخرج عليّ بن أبي طالب في نفر من المسلمين حتى
أخذ عليهم الثغرة التي اقتحموها، وخرج عمرو بن عبد ود، وطلب المبارزة، فبارزه عليّ
بن أبي طالب فقتله.
وفي ذلك الموقف الشديد الذي كان فيه رسول الله a يعصب الحجر على بطنه من الجوع أرسل
المشركون إلى رسول الله a يشترون جيفة عمرو بعشرة آلاف، فقال رسول الله a:(هو لكم.. ولا نأكل ثمن الموتى)
وقد خرجت خيله منهزمة، حتى اقتحمت من الخندق هاربة، وقتل مع
عمرو رجلان منبه بن عثمان بن عبيد بن السباق بن عبد الدار أصابه سهم فمات منه
بمكة، ومن بني مخزوم نوفل بن عبد الله بن المغيرة وكان اقتحم الخندق فتورط فيه
فرموه بالحجارة فقال: يا معشر العرب قتلة أحسن من هذه فنزل إليه عليّ فقتله، ومن
الذين كانوا يناوشون المسلمين خالد بن الوليد وعمرو بن العاص.
ورُمِي سعد بن معاذ يومئذ بسهم فقال: خذها وأنا ابن العرقة،
فقال سعد: عرّق الله