أو مال أو دم فهو تحت قدمي هاتين، إلا سِدَانَة البيت وسِقاية
الحاج، ألاوقتيل الخطأ شبه العمد ـ السوط والعصا ـ ففيه الدية مغلظة، مائة من الإبل
أربعون منها في بطونها أولاد.
يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها
بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب ثم تلا هذه الآية:﴿ يَا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ (الحجرات:13)
ثم قال: (يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟)
قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم.
قال: (فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته:﴿ لاَ
تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ ﴾ اذهبوا فأنتم الطلقاء)
غزوة حنين:
أشار الحكيم إلى سيف آخر، وقال: لعل صاحبنا الفنان يشير بهذا
السيف إلى غزوة حنين[1]، تلك الغزوة التي قادها a في 10 شوال سنة ثمان من الهجرة.. فإن
كان ذلك كذلك، فليعلم أن سببها هو أنه لما فتح الله مكة على رسوله والمؤمنين، وخضعت له قريش، خافت
هوازن وثقيف، وقالوا: قد فرغ محمد لقتالنا، فلنغزه قبل أن يغزونا، وأجمعوا أمرهم
على هذا.. بل قيل:
إنهم كانوا يستعدون للقتال قبل فتح مكة، وذلك حين سمعوا بخروج رسول الله a من المدينة، وهم يظنون أنه إنما
يريدهم.
وكان جملة من اجتمع من بني سعد وثقيف 4000 وانضم إليهم من سائر
العرب جموع كثيرة وكان مجموعهم كلهم نحو 30.000 مقاتل، وقيل: 20.000 وكانت هوازن
رماة.
[1]حُنينٍ وادٍ في طريق
الطائف إلى جنب ذي المجاز بينه وبين مكة ثلاث ليال وتسمى غزوة أوطاس اسم لموضع
كانت به الموقعة وهو واد في ديار هوازن، وتسمى الغزوة أيضاً غزوة هوازن، وهوازن
اسم قبيلة كبيرة من العرب فيها عدة بطون.