وكان مع النبي a 12.000 مقاتل، منهم 10.000 الذين جاءوا معه من المدينة لفتح
مكة و2000 من الذين أسلموا في فتح مكة.
وفي هذه الغزوة لما انشغل المسلمون بالغنائم استقبلهم العدو
بالسهام، فعادوا منهزمين لا يلوي أحد على أحد، وانكشفت خيل بني سليم مولِّية وكانت
مع النبي a
وأصحابه فتبعهم أهل مكة والناس فانهزموا، وكانت هوازن رماة.
وقد ثبت رسول الله a في هذه الموقف الشديد كما ثبت في غزوة أُحُد وكان ثباته سبباً
في كسب الموقعة، فإنه انحاز ذات اليمين ومعه نفر قليل قيل: إنهم لم يبلغوا مئة
وكان رسول الله a
يركض وهو على بغلته نحو هوازن وهو يقول:(أنا النبيُّ لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)
وأخذ كفاً من تراب فرماه في وجوه العدو قائلاً:(شاهت الوجوه)،
فانهزموا، وهذا الرمي وقع مثله في غزوة بدر وهو من معجزاته الحسية [1].
ولما ثبت رسول الله a ولم يبق معه إلا بعض أصحابه، قال لعمه العباس: اصرخ: يا معشر
الأنصار، يا أصحاب السَّمُرَة، وكان العباس عظيم الصوت، وفي رواية: قال له: ناد يا
أصحاب البيعة يوم الحديبية، يا أصحاب سورة البقرة، فأقبلوا كأنهم الإبل إذا حنَت
على أولادها فأمرهم أن يصدقوا الحملة على العدو، فاقتتلوا قتالاً شديداً فنظر إلى
قتالهم فقال:(الآن حمي الوطيس)، فولى المشركون الأدبار والمسلمون يقتلون ويأسرون
فيهم ويتبعون آثارهم وقتل بعض المسلمين ذرية العدو، فنهاهم رسول الله a عن قتل الذرية وقال:(من قتل قتيلاً
فله سلبه)
ثم قدم وفد هوازن على النبي a وهم أربعة عشر رجلاً ورأسهم زهير
بن صرد وفيهم أبو برقان عم رسول الله من الرضاعة وهو من بني سعد، وقد جاءوا مسلمين
فسألوه أن يمن