هذا عن المسيحية.. أما عن الجرائم التي حدثت طيلة عهود التاريخ
البشري، فلا يمكن حصرها..
فى مصر قتل جستنيان الأول عام 560م مائتي ألف فى الإسكندرية
وحدها من أجل رفضهم اعتناق المسيحية.
وفى النرويج ذبح الملك (أولاف) كل من رفض اعتناق المسيحية.
وفى روسيا فرض فلاديمير عام 988م المسيحية على كل الروس بالقوة.
وفى الجبل الاسود قاد الأسقف الحاكم دانيال بيتروفيتش عملية ذبح
غير المسيحيين ليلة عيد الميلاد عام 1703م.
ليس هذا سلوك برابرة تلك العصور فقط.. بل ما زال هذا هو سلوك
أهل الحضارة إلى اليوم..
طأطأ دوج رأسه، ولم يجد ما يجيب، فقال رجل
من الجمع متهكما: هلا تفضلت ـ حضرة الفنان البارع ـ فرسمت لنا صورة بالجرائم التي
وقعت فيها هذه الأمم المتحضرة؟
ضحك آخر، وقال: ومن يملك ثمن اللوح الذي
يرسم فيه صورة ذلك..؟
قال آخر: وبأي آلة يمكن أن يحملها..؟
قال آخر: وأي مداد هذا الذي يكفي لتصويرها؟
قال الحكيم: لقد نسي هؤلاء قول المسيح:(من
كان منكم بلا خطيئة، فليرمها بحجر).. فراحوا ـ وهم الملطخون بجميع الجرائم ـ
يرمون الطهر والنبل والكرم والسماحة بكل ما امتلأت به نفوسهم من أحقاد.
قال رجل من الجمع: حدثتنا عن أخلاقهم،
فحدثنا عن أخلاق محمد في حروبه.
قال الحكيم: حتى نختصر حديثنا، فسنتحدث عن
ناحيتين ترتبطان بكل حروب الدنيا، لنرى أنواع الأخلاق التي صاحبتهما في حروب محمد a، وفي حروب غيره.