responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 534

وهما: الدوافع التي دفعت للحرب، والوسائل التي استعملت فيها.

دوافع:

قال رجل من الجمع: لقد حدثتنا بتفصيل عن الأسباب التي دفعت محمدا إلى حروبه.

قال الحكيم: يجمع كل ما ذكرناه من تفتصيل سببان:

أما السبب الأول، فهو الدفاع عن النفس، وقبلها عن المبادئ.. ولذلك كان المؤمنون يقدمون أنفسهم قرابين للمبادئ النبيلة التي يحملونها.

لقد ذكر القرآن الكريم هذا السبب، واعتبره مبررا لحمل السيوف، فقال:﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ (الحج:39)

التفت إلى دوج، وقال: اذهب.. وابحث ـ بعقل وحكمة ـ في أكثر الغزوات التي غزاها النبي a تجد هذا السبب هو الدافع الأساسي لخوض تلك الغزوات..

وعندما تفرض الحرب على إنسان، فهو بين أمرين:

إما الاستسلام.. وبالاستسلام تموت المبادئ، وينتصر الظلم والاستبداد.. ولو فعل محمد a ذلك لرحت ترسم لوحة بجبن المسلمين وخوفهم وتزلزل أقدامهم أمام أعدائهم.

وإما قبول الحرب المفروضة.. وهذا ما فعله المسلمون.. وقد كتب الله لهم النصر، لأنهم لم يكن لهم هدفهم في حروبهم إلا الدفاع ونصرة الحق الذي يحملونه، وقد شهد الله تعالى لهم بذلك، فقال:﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ﴾ (النساء:76)

أما السبب الثاني، فهو الخلاص.. لقد كان الدافع الذي دفع المسلمون في حروبهم جميعا ـ حتى الدفاعية منها ـ هو تخليص المستضعفين من قيود المستكبرين.. لقد ذكر الله هذا الدافع، فقال:﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 534
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست