قال: أجل.. ولكن المسكين لم يكن إلا عبدا مأمورا بسيطا لا يمكنه
أن يتحرك حركة واحدة من دون أن نملي عليه ما يفعل، أو نأمره بما نريد.
قلت: لم ذلك.. ألم يكن رجلا سويا؟
قالت: إن كانت الرجولة تعني أنه كان ذكرا.. فقد كان رجلا..
ورجلا مسرفا في رجولته.. وإن كنت تعني بالرجولة اكتمال الشخصية بأبعادها جميعا..
فقد كان الرجل قزما لا حظ له من الرجولة، كما لا حظ له من الشخصية.
قلت: لم كل ذلك؟
قال: لقد قدر لي أن أتعرف عليه عن كثب.. وقد تعرفت عليه من خلال
مصادر موثوقة.
وقد عرفت ـ على ضوئها جميعا ـ أن الرجل كان في بداية حياته
مغرما بامرأة إنكليزية شقراء الوجه زرقاء العينين.. وقد سامته الخسف في غرامه
بها..
لقد طلق من أجلها كل مبادئه التي ورثها عن آبائه وأجداده، وباع
كل ما ورثه من أرض.. وسار خلفها إلى بلادها..