فكيف يمكن لرجل واحد أن يضم قطيعا من النساء لممتلكاته؟
قال ذلك، ثم انفجر ضاحكا..
ابتسم الحكيم، وقال: وما رأيك في القطيع الذي يستغل أبشع
استغلال، فينشر باستغلاله كل أنواع الانحراف من الرذيلة والأمراض والأطفال
المشردين..
سكت سلمان، فقال الحكيم: أنتم تسمون هذا حرية.. وأنتم تعلمون أن
هؤلاء النسوة معذبات، وينشرن من العذاب ما لا يمكن وصفه..
فإذا ما جاء الإسلام ليعطي الحل الأمثل لهذا نظرتم إليه نظرة الاحتقار،
وكأنه يريد أن يخلصكم من المتع التي وفرتها لكم هذه الحرية التي كسبتموها على حساب
هؤلاء النسوة المعذبات.
نظر الحكيم إلى الجمع المحيط به، ثم قال: لكي تفهم أسرار إباحة
الإسلام للتعدد لا بد أن تعرف أن الإسلام دين واقعي يتماشى مع الفطرة، ولا يجنح
إلى الخيال الذي لا سند له من الواقع.
قال سلمان: والواقع.. كل الواقع يدل على عدم إنسانية التعدد.
قال الحكيم: أي واقع هذا الذي تحكم من خلاله على عدم إنسانية
التعدد؟
قال: الواقع البشري.
قال الحكيم: أي واقع بشري؟
قال: الواقع البشري واحد.. وهو الواقع الذي يشكل الإنسان ركنه
الوحيد.
قال الحكيم: ولكن الإنسان مختلف.. فهناك إنسان العصر الحديث..
وهناك إنسان العصور السابقة بمختلف أطوارها.. وهناك إنسان الصحراء.. وهناك إنسان
التلال والسهول.. فعلى أي إنسان تحكم؟