قال الحكيم: إن المنهج العلمي الذي يريد أن يعمم مثل هذا الحكم
يتطلب مراجعة التواريخ والبيئات المختلفة للتعرف على مواقفهم من هذا.. فلا ينبغي أن نحكم انطلاقا
من عينة من البشر على البشر جميعا.
قام رجل من الجمع، وقال: هذا صحيح.. وأنا
عالم حضارات.. ولي اهتمام كبير بالنواحي الاجتماعية في مختلف الحضارات.. وسأذكر
لكم ما وصل إليه بحثي في هذه المسألة[1].
لقد وجدت أن ظاهرة التعدد كانت منتشرة في جميع العهود البشرية،
وفي أعظم بلدان العالم حضارة.
فبين الفراعنة، وأشهر الفراعنة على الإطلاق وهو رمسيس الثاني،
كان له ثماني زوجات وعشرات المحظيات والجواري، وأنجب أكثر من مائة وخمسين ولدا
وبنتا.. وأسماء زوجاته ومحظياته وأولاده منقوش على جدران المعابد حتى اليوم، وأشهر
زوجات رمسيس الثاني هي الملكة الجميلة نفرتارى.. وتليها في المكانة والترتيب
الملكة (أيسه نفر) أو (إيزيس نفر) وهى والدة ابنه الملك (مرنبتاح) الذي تولى الحكم
بعد وفاة أبيه وإخوته الأكبر سنا.
وكان تعدد الزوجات شائعا في الشعوب ذات الأصل السلافى، وهى التي
تسمى الآن بالروس والصرب والتشيك والسلوفاك.. وتضم أيضا معظم سكان ليتوانيا
وأستونيا ومقدونيا ورومانيا وبلغاريا.
وكان شائعا بين الشعوب الجرمانية والسكسونية التي ينتمي إليها
معظم سكان ألمانيا والنمسا وسويسرا وبلجيكا وهولندا والدانمارك والسويد والنرويج
وانجلترا.
[1](2) اقتبسنا
كثيرا من المادة الأساسية للمعلومات الإحصائية والتوثيقية في هذا المحل من كتاب
(زوجات لا عشيقات) للأستاذ: حمدي شفيق، بالإضافة إلى: في ظلال القرآن:
1/580، وفقه السنة: 2/189، وكتاب (المرأة بين الشريعة والقانون) لمصطفى السباعي.