هناك وقت طويل حدث أن أبيمالك، ملك الفلسطيين أطل من نافذة له
ونظر فرأى إسحق يداعب رفقة امرأته. فدعاه وقال له: (إذا هي امرأتك، فلماذا قلت
إنها أختك؟) فقال إسحق: (لأني ظننت أنني ربما أهلك بسببها) فقال أبيمالك: (ماذا
فعلت بنا؟ لولا قليل لضاجع أحد أبناء شعبنا امرأتك فنذنب) وأوصى أبيمالك جميع
الشعب قال: (من مس هذا الرجل أو امرأته فموتا يموت)
قال الحكيم: ألا ترى إسحق في هذا النص يقتفي أثر أبيه، فيعود
إلى نفس الخطيئة؟.. لقد قال صاحب طريق الأولياء: (زل إيمان إسحاق لأنه قال لزوجته
أنها أخته)[1].. وفي موضع آخر قال: (يا أسفي إنه
لا يوجد كمال في أحد من بني آدم غير الواحد العديم النظير، والعجب أن شبكة الشيطان
التي وقع فيها إبراهيم، وقع فيها إسحاق أيضا، وقال عن زوجته أنها أخته، فيا أسفي
أن أمثال هؤلاء المقربين عند الله محتاجون إلى الوعظ)[2]
يعقوب:
ثم التفت إلى أخي، وقال: ونفس الأمر حصل مع يعقوب.. فهو لم يكتف
بالكذب، بل راح يخدع أباه.. بل يخدع الله.. اقرأ على الجمع من (سفر
التكوين:27/1-45)
قرأ أخي: (ولما شاخ إسحق وكلت عيناه عن النظر دعا عيسو ابنه
الأكبر وقال له: (يا ابني)، قال: (نعم. ها أنا). فقال: (صرت شيخا كما ترى ولا أعرف
متى أموت. فخذ عدتك وجعبتك وقوسك واخرج إلى البرية وتصيد لي صيدا، 4وهيئ لي
الأطعمة التي أحب، وجئني بها فآكل وأباركك قبل أن أموت).
وكانت رفقة سامعة حينما كلم إسحق عيسو ابنه. فلما خرج عيسو إلى
البرية ليصطاد صيدا ويجيء به إلى أبيه، قالت رفقة ليعقوب ابنها: (سمعت أباك يقول
لعيسو أخيك: جئني