لقد قال صاحبكم.. صاحب (طريق الأولياء) معلقا على هذا:(لعل
إبراهيم لما أنكر كون سارة زوجة له في المرة الأولى، عزم في قلبه أنه لا يصدر عنه
مثل هذا الذنب، لكنه وقع في شبكة الشيطان السابقة مرة أخرى بسبب الغفلة)[1]
وقال في موضع آخر: (لا يمكن أن يكون إبراهيم غير مذنب في نكاح
هاجر، لأنه كان يعلم جيدا قول المسيح المكتوب في الإنجيل، أن الذي خلق من البدء
خلقهما ذكرا وأنثى، وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته ويكون
الاثنان جسدا واحدا)[2]
بل أقول: إنه لا يمكن أن يكون غير مذنب في زواجه من سارة، لأنه
كان يعلم جيدا قول موسى المكتوب في التوراة: (لا تكشف أختك من أبيك كانت أو من أمك
التي ولدت في البيت أو خارجا من البيت)، وقوله: (أي رجل تزوج أخته ابنة أبيه أو
أخته ابنة أمه، ورأى عورتها ورأت عورته، فهذا عار شديد، فيقتلان أمام شعبهما. وذلك
لأنه كشف عورة أخته فيكون إثمهما في رأسهما)، وقوله:(يكون ملعونا من يضاجع أخته من
أبيه أو أمه)
إن هذا الزواج مساو للزنا عندكم.. ويلزم من هذا أن يكون إبراهيم
ـ عليه السلام ـ زانيا قبل النبوة وبعدها، ويكون أولاده كلهم من سارة أولاد
الزنا.
ولو جوزتم زواج الأخت في شريعته لزم تجويز تعدد الزواج أيضا في
تلك الشريعة.
إسحق:
سكت قليلا، ثم قال: ليس إبراهيم وحده هو من وقع في هذا.. إن مثل
هذا ورد عن ابنه الوارث لبركاته إسحق.. اقرأ ما ورد في (سفر التكوين:26/6-11)
قرأ أخي: (فأقام إسحق في جرار وسأله أهل جرار عن امرأته فقال:
(هي أختي)، لأنه خاف أن يقول: (هي امرأتي)، لئلا يقتلوه بسببها وكانت جميلة
المنظر. ولما مضى على إقامته