وفي الآية الثالثة عشر من الباب السادس من سفر الخروج هكذا:
(فكلم الرب موسى وهارون وأوصاهما وأرسلهما إلى بني إسرائيل وإلى فرعون ملك مصر
ليخرجا بني إسرائيل من مصر)
أنت ترى من هذه العبارات أن الله أوحى إلى هارون منفردا وبشركة
موسى، وأرسله إلى بني إسرائيل وفرعون كما أرسل موسى.. بل من طالع سفر الخروج يظهر
له أن المعجزات التي صدرت في مقابلة فرعون، ظهر أكثرها على يد هارون.
قال أخي: لا حاجة لك لذكر كل هذه الأدلة.. فأنا لا أنكر نبوة
هارون[1].
قال الحكيم: ما دمت قد قلت ذلك، فاقرأ علي ما ورد في (سفر
الخروج: 32 / 1-6)
قرأ أخي: (ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل
اجتمعوا على هرون وقالوا له: (قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا. فهذا الرجل موسى الذي
أخرجنا من أرض مصر لا نعرف ماذا أصابه) فقال لهم هرون: (انزعوا حلق الذهب التي في
آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وجيئوني بها) فنزع جميع الشعب حلق الذهب التي في آذان
نسائهم وجاؤوا بها إلى هرون. فأخذها من أيديهم وأذابها وسكبها في صنم على صورة عجل.
فقال الشعب: (هذه آلهتكم يا بني إسرائيل، آلهتكم التي أخرجتكم من أرض مصر) فلما
رأى هرون ذلك بنى أمام الصنم مذبحا ونادى وقال: (غدا عيد للرب) فبكروا في الصباح
وأصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة وجلسوا يأكلون ويشربون، ثم قاموا يمرحون)
قال الحكيم: ألا ترى في هذا النص ما يدلك على الخطيئة العظيمة
التي وقع فيها هارون.. بل هي أعظم الخطايا على الإطلاق..
[1] ذكرنا هذه الأدلة هنا
على اعتبار أن من المسيحيين من ينكر نبوته، ومنهم صاحب ميزان الحق ـ كما يذكر رحمة
الله الهندي ـ فقد أنكر نبوة هارون في الصفحة 105 من كتابه المسمى بحل الإشكال
المطبوع سنة 1847.