ألا ترى أن هارون صنع عجلا، وبنى مذبحا أمامه، ونادى وقال: غدا
عيد للرب. فعبد العجل وأمر بني إسرائيل بعبادته فقربوا وقودا وذبائح؟
التفت إلى أخي، فلم يجبه بشيء، فقال: دعنا من هارون.. ولنبحث في
سيرة نبي آخر.. اذكر لي.. ما مقام داود فيكم؟
داود:
قال أخي: لقد دعي داود من قبل الله، وكرس بدهن المسحة (1 صموئيل
16: 16/ 1- 13) فهو دائما مبارك من الله، وهو الشخص الذي يقصده الله بحضوره، ولأن
الله كان معه فقد نجح في كل مساعيه (16: 18)، في محاربته لجليات (17: 45- 47)، وفي
حروبه التي قام بها في خدمته لشاول (18: 14- 16)، وفي الحروب التي قام بها كملك
ومحرر لإسرائيل.. (ووقى الرب داود حيثما توجه) (2 صموئيل 8: 14)
قال الحكيم: فاقرأ علي ما قصه الكتاب المقدس عنه في سفر صموئيل
الثاني (11: 1-27)
قرأ أخي: (ولما جاء الربيع، وهو وقت خروج الملوك إلى الحرب،
أرسل داود يوآب والقادة معه على رأس كل جيش بني إسرائيل، فسحقوا بني عمون وحاصروا
مدينة ربة. وأما داود فبقي في أورشليم. وعند المساء قام داود عن سريره وتمشى على
سطح القصر، فرأى على السطح امرأة تستحم وكانت جميلة جدا. فسأل عنها، فقيل له: (هذه
بتشابع بنت أليعام، زوجة أوريا الحثي). فأرسل إليها رسلا عادوا بها وكانت اغتسلت
وتطهرت، فدخل عليها ونام معها، ثم رجعت إلى بيتها. وحين أحست أنها حبلى أعلمته
بذلك. فأرسل داود إلى يوآب يقول: (أرسل إلي أوريا الحثي) فأرسله. فلما جاء سأله
داود عن سلامة يوآب والجيش وعن الحرب، ثم قال له: (إنزل إلى بيتك واغسل رجليك
واسترح). فخرج أوريا من القصر وتبعته هدية من عند داود. فنام على باب القصر مع
الحرس ولم ينزل إلى بيته. فلما قيل لداود: (أوريا لم ينزل