إلى بيته)، دعاه وقال له: (أما جئت من السفر؟ فما بالك لا تنزل
إلى بيتك؟) فأجابه أوريا: (تابوت العهد ورجال إسرائيل ويهوذا مقيمون في الخيام،
ويوآب وقادة سيدي الملك في البرية، فكيف أدخل بيتي وآكل وأشرب وأنام مع زوجتي؟ لا
وحياتك، لا أفعل هذا). فقال له داود: (أقم هنا اليوم، وغدا أصرفك). فبقي أوريا ذلك
اليوم في أورشليم، وفي اليوم التالي دعاه داود، فأكل معه وشرب حتى سكر. ثم خرج
مساء، فنام حيث ينام الحرس، ولم ينزل إلى بيته. فلما طلع الصباح كتب داود إلى يوآب
مكتوبا وأرسله بيد أوريا، يقول فيه: (وجهوا أوريا إلى حيث يكون القتال شديدا،
وارجعوا من ورائه فيضربه العدو ويموت). وكان يوآب يحاصر المدينة، فعين لأوريا
موضعا علم أن للعدو فيه رجالا أشداء. فخرج رجال المدينة وحاربوا يوآب، فسقط لداود
بعض القادة ومن بينهم أوريا الحثي. فأرسل يوآب وأخبر داود بكل ما جرى في الحرب.
وقال يوآب للرسول: (بعدما تخبر الملك بكل ما جرى في الحرب، وإذا ثار غضبه وقال:
لماذا دنوتم من سور المدينة لتحاربوا؟ أما تعلمون أن الذين فوق السور يرمونكم
بالسهام؟ من قتل أبيمالك بن يروبشث؟ أما هي امرأة في تاباص رمته بحجر طاحونة من
فوق السور فقتل؟ فلماذا دنوتم من السور؟) إذا قال لك هذا الكلام أجبه: (عبدك أوريا
الحثي أيضا مات). فذهب الرسول إلى داود وأخبره بجميع ما أمره به يوآب، وقال لداود:
(قوي علينا الأعداء وخرجوا لقتالنا في البرية، فطاردناهم إلى باب المدينة، فرمانا
العدو بالسهام من فوق السور، فمات البعض من قادة الملك، وقتل أيضا عبدك أوريا
الحثي). فقال له داود: (هذا ما تقول ليوآب: (لا يحزنك ذلك، لأن السيف لا يرحم
أحدا. تابع هجومك على المدينة ودمرها. قل له ذلك حتى يتشجع). وسمعت زوجة أوريا أن
زوجها مات، فناحت عليه. ولما انتهت أيام مناحتها، أرسل داود وضمها إلى بيته، فكانت
زوجة له وولدت له ابنا. واستاء الرب مما فعله داود)
قال الحكيم: أهذا هو داود النبي الذي وصفته بما وصفته؟