بل أنتم تناقضون أنفسكم حين تجعلون من رسو ل السلام يقول:(لا
تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض. ما جئت لألقي سلاما، بل سيفا.فإني جئت لأجعل
الإنسان على خلاف مع أبيه، والبنت مع أمها، والكنة مع حماتها) (متى: 10: 34)
بل جعلتموه يقول:(جئت لألقي على الأرض نارا، فلكم أود أن تكون
قد اشتعلت؟) (لوقا 12: 49)
بل جعلتم الله نفسه نارا.. ألم يقل صاحبكم في رسالة العبرانيين
[ 12: 29 ]:(لأن إلهنا نار آكلة).. بل جعلتموه يتجرد من الرحمة ويترك ابنه يلاقي
أبشع أنواع العذاب دون ذنب وهو يصرخ بصوت عظيم:(إلهي إلهي لماذا تركتني؟)(متى:27:
46)
التفت الحكيم إلى أخي، وقال: هل تراني زدت شيئا في كتابكم؟.. إن
كل ما قرأته من كتبكم المقدسة.. إنها تحمل صورة مشوهة عن المسيح نرفضها ـ نحن
المسلمين ـ رفضا شديدا.
الأدب والخطيئة
ما انتهى الحكيم من حديثه هذا حتى وقف رجل من الجمع، وقال:
وعينا كل ما ذكرته.. ولا نحسب هذا الرجل إلا وقد بهت لما ذكرت، فلذلك لا نراه يحير
جوابا.
قال الحكيم: لا ينبغي أن تقول هذا.. فنحن نبحث عن الحقيقة، ولا
نتصارع تصارع الديكة.. لقد ذكر ما كان يختمر في ذهنه من شبهات.. وقد ذكرت له ما
أراه من حقائق.. ولا حرج عليه أن يسأل ما يشاء، أو يعقب بما يشاء.. أليس هذا ميدان
الحرية التي لا يشتاق لها إلا العقلاء؟
قال الرجل: فلدينا نحن ـ المسلمين ـ من الشبه ما نريد طرحها..
فما ذكره من الآيات