الخنازير لندخل فيها، فأذن لها بذلك، فخرجت الأرواح النجسة
ودخلت في الخنازير، فاندفع قطيع الخنازير من على حافة الجبل إلى البحيرة، فغرق
فيها، وكان عدده نحو ألفين)؟
ألا تسألون أنفسكم: ما ذنب الخنازير وصاحب الخنازير، حين أراد
إخراج الشياطين من المجنون؟.. ألم يكن من الأجدى إخراج الشياطين دون الإضرار
بالخنازير؟!
أنتم تجلعونه رمزا للسلام، لكنكم تشوهون السلام الذي يدعو إليه
بما تنسبون إليه من سلوك.. ألستم تروون أنه صنع سوطا من الحبال، ودخل به الهيكل،
وطرد جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه وبعثر دراهمهم وقلب موائدهم.. لا يمكنك
أن تكذب ذلك.. فقد جاء في (يوحنا:2: 14):(وإذ اقترب عيد الفصح اليهودي، صعد يسوع
إلى أورشليم، فوجد في الهيكل باعة البقر والغنم والحمام، والصيارفة جالسين إلى
موائدهم، فجدل سوطا من حبال، وطردهم جميعا من الهيكل، مع الغنم والبقر، وبعثر نقود
الصيارفة وقلب مناضدهم)
ألا يحمل هذا السلوك عنفا غير مبرر؟.. كان في إمكان يسوع المحبة
أن يتصرف بما تمليه المحبة والسلام اللذان يدعو إليهما.
ألستم تروون في سفر الرؤيا [2: 21 _ 23 ] أن مسيح المحبة قال عن
إمرأة اسمها إيزابل كانت تدعي انها نبية:(فإني سألقيها على فراش، وأبتلي الزانين
معها بمحنة شديدة..وأولادها أقتلهم بالموت، فستعرف جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص
الكلى والقلوب، وأجازي كل واحد منكم بحسب أعماله)
فهل من المحبة والرحمة أن يقتل الأطفال بذنب أمهم؟
نعم أنتم تروون وصيته لكم بأعدائكم، ولكنكم في نفس الوقت
تجعلونه يأمركم بكل قسوة ببغض أقرب الناس إليكم.. ألستم تروون قوله في (لوقا:14:
26):(إن جاء إلي أحد، ولم يبغض أباه وأمه وزوجته وأولاده وإخوته وأخواته، بل نفسه
أيضا، فلا يمكنه أن يكون تلميذا لي)؟