ألستم الذين قولتموه:(لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم
قدام الخنازير)(متى:7: 6)؟
ألستم الذين جعلتموه يكذب على إخوته.. لقد رويتم في إنجيل
يوحنا(7: 3) أن إخوة المسيح طلبوا منه أن يصعد إلي عيد المظال عند اليهود، فرد
عليهم قائلا:(اصعدوا انتم إلي العيد، فأنا لا أصعد إلي هذا العيد.. ولما صعد إخوته
إلي العيد، صعد بعدهم في الخفية لا في العلانية)؟
أنتم تروون وصيته لكم بأعدائكم، ولكنكم في نفس الوقت تجعلونه
يقول بكل قسوة:(أما أعدائي الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا
واذبحوهم قدامي)(لوقا: 19: 27)
نعم.. أنتم تتقنون الفرار.. فتهربون من قسوة هذا القول بشتى
محاولات التأويل والتحريف، فتارة تذكرون أن هذا سيكون يوم القيامة مع أن النص
واضح، فالمسيح يقول:(فأتوا بهم إلى هنا)، وليس فيه أي إشارة إلى يوم القيامة..
وتارة تقولون: إن هذا مثل، مع أنكم تعلمون أن المثل انتهى عند الفقرة السادسة
والعشرين من نفس الإصحاح..
أنتم لم تكتفوا بكل ذلك.. بل جعلتموه يتجرد من أبسط مظاهر
الرحمة ليلعن شجرة مسكينة لا ذنب لها سوى أنها لم تثمر.. ولم تثمر من عندها، بل
لأنه لم يكن وقت الثمر.. ألستم تروون في (مرقس:11: 12):(وفي الغد، بعدما غادروا
بيت عنيا، جاع. وإذ رأى من بعيد شجرة تين مورقة، توجه إليها لعله يجد فيها بعض
الثمر. فلما وصل إليها لم يجد فيها إلا الورق، لأنه ليس أوان التين. فتكلم وقال
لها: (لا يأكلن أحد ثمرا منك بعد إلى الأبد)؟
ولم تكتفوا بالشجر، بل رحتم تنسبون إلحاق الأذى بالحيوانات
البريئة.. بل تجلعونه يتسبب بمقتل ألفي حيوان في وقت واحد.. ألستم تروون في (مرقس:
5: 11):(وكان هناك قطيع كبير من الخنازير يرعى عند الجبل، فتوسلت الأرواح النجسة إلى
يسوع قائلة: أرسلنا إلى