المسافر الذي أقام مدة في بلدة كيف تؤثر عليه طباع أهلها
ولهجتهم؟
قال جعفر: بلى.. فما الأثر الذي تتركه الصلاة بعدها.
قال الصبي: كل ما قيل في الصلاة من قراءة وذكر ودعاء والتجاء
يكمل بعدها.. ليكمل من الصلاة ما كان ناقصا، ويطهر من القلب ما بقي مدنسا.
قال جعفر: فبم ترى يبدأ المصلي أذكار ما بعد صلاته؟
قال الصبي: بالاستغفار.. فحق الله أعظم من أن يؤدى.. فلذلك
يبادر المصلي يستغفر ربه من تقصيره وتفريطه.. عن ثَوْبان قال: كان رسول الله a إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً،
وقال: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام..)[1]
قال جعفر: فكيف يستغفر؟
قال الصبي: يصح الاستغفار بأية صيغة من الصِّيغ، كأن يقول
(أستغفرُ الله) يكررها ثلاثاً، ففي الحديث عن ابن مسعود قال: (كان النبي a يعجبه أن يدعو ثلاثاً، ويستغفر
ثلاثاً)[2]
أو يقول: (أستغفرُ الله الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيُّومَ
وأتوبُ إليه) يكررها ثلاثاً.
أو يقول: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتَني وأنا عبدُك
وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوءُ لك بنعمتك
عليَّ وأبوءُ بذنبي، فاغفرْ لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) يكررها ثلاثاً.
قال جعفر: فما يقول بعد الاستغفار؟
قال الصبي: لقد ورد في الحديث قوله a: (استكثروا من الباقيات الصالحات،
قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: التكبير والتحميد والتسبيح ولا حول ولا قوة إلا
بالله)[3]
[1] رواه مسلم. ورواه أحمد وابن خُزَيمة والنَّسائي بلفظ (يا ذا
الجلال والإكرام)