قمت، وتوضأت ثم سرنا جميعا إلى المسجد الذي لم يكن يبعد عن
البيت إلا قليلا، بعد أن انتهينا من الصلاة ومن المعقبات التي تلت الصلاة أخذ أهل
المسجد جميعا يرددون بصوت واحد أوراد الصباح.. وكان أكثرها مما ذكرته لكم من أوراد
المساء..
ومن الأوراد الخاصة التي سمعتها في الصباح (اللهم إني أعوذ بك
من عذاب القبر، ومن فتنة القبر)[1]ن
أن
وقد سألت جعفر عنه، فقال: إن هذا النوع من الاستعاذات يجعل
المؤمن دائم التذكر للقبر، وللفتن التي تنتظره في قبره.
قلت: إن هذا سيملأ حياة المؤمن بالتشاؤم والكآبة والإحباط.
نظر إلي بابتسامة، وقال: القبر عندنا ليس كالقبر عندكم..
قلت: فما الفائدة من ترديد ذكره كل حين؟
قال: ليرتدع المتجبر عن تجبره، والمتكبر عن تكبره.. ويقبل الكل
على تحويل قبورهم إلى روضة من رياض الجنة، وتجنيبها من أن تكون حفرا من حفر النار.
ومن الأوراد التي سمعتها في ذلك الصباح: (أصبحنا وأصبح الملك
لله، الكبرياء والعظمة والخلق والليل والنهار، وما سكن فيها لله تعالى، وحده لا
شريك له، اللهم اجعل هذا النهار أوله فلاحا، وأوسطه صلاحا، وآخره نجاحا، وأسألك
خير الدنيا وخير الآخرة)[2]
ومنها (اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك
المصير)[3]