الشمس، فقعد على المنبر فكبر، وحمد الله عز وجل، ثم قال: إنكم
شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم الله عز وجل أن
تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم، ثم قال:﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾
(الفاتحة)، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني،
ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين)، ثم رفع
يديه، فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول
رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت
وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى
الكن[1] ضحك a حتى بدت نواجذه فقال: (أشهد أن
الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله)[2]
وفي حديث آخر: أتت النبي a بواكي، فقال: (اللهم اسقنا غيثا
مغيثا مريئا مريعا نافعا، غير ضار، عاجلا غير آجل)، قال: فأطبقت عليهم السماء[3].
قلت: إن بعض ما يحصل في الطبيعة من أحداث قد يملأ القلب مخافة،
أو قد يملأها هيبة.. فهل أثر عن محمد في ذلك شيء؟
قال: أجل.. ومن ذلك ما كان يقوله a إذا إذا هاجت الريح.. ففي الحديث:
كان النبي a إذا
عصفت الريح قال: (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك
من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به)[4]
وقال a:
(الريح من روح الله، تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها،