فقال: ادع الله تعالى أن يعافيني، قال: إن شئت دعوت، وإن شئت
صبرت فهو خير لك، قال فادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء:
(اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد a نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى
لي، اللهم فشفعه في)[1]
قلت: فما يقول من افتقر إلى فضل الله بنزول المطر الذي به حياة
الأرض؟
قال: لقد سن رسول الله a في ذلك صلاة هي صلاة الاستسقاء، ومما ورد في صفتها، وما يقال
فيها ما روي: أن رجلا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله a قائم يخطب، فاستقبل رسول الله a قائما فقال: يا رسول الله هلكت
المواشي، وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا. قال: فرفع رسول الله a يديه فقال: اللهم اسقنا، اللهم
اسقنا، اللهم اسقنا، قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا
شيئا، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس،
فلما توسطت السماء انتشرت، ثم أمطرت. قال: والله ما رأينا الشمس سبتا، ثم دخل رجل
من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله a قائم يخطب، فاستقبله قائما فقال:
يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها، قال: فرفع رسول الله
a يديه ثم قال: اللهم حوالينا ولا
علينا، اللهم على الآكام والظراب[2] والأودية ومنابت الشجر، قال:
فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس[3].
وفي حديث آخر: شكا الناس إلى رسول الله a المطر، فأمر بمنبر فوضع له في
المصلى، ووعد الناس يوما يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله a حين بدا حاجب
[1] رواه الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.