وكان يقول: (اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده)[1]

ومما سنه النبي a مما يقال بعد الدفن ما روي أن النبي a كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: (استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل)[2]

ومما سنه النبي a مما يقال عند دخول المقابر ما ورد في قوله a: إن جبريل أتاني فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم. قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: قولي: (السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون)[3]

وفي حديث آخر: كان رسول الله a يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية)[4]

***

ظللت مع جعفر وعلي طيلة ذلك اليوم لا أسأله عن مسألة إلا أجابني عنها بما أثر عن رسول الله a.. وقد تعجبت كثيرا عندما رأيت ذلك الغنى الذي تحمله سنة رسول الله a، فما ورد فيها من دعوات يلبي كل حاجة.. يلبيها في منتهى كمالها، وبمنتهى الأدب والرقة والذوق الرفيع مما لم أجد له نظيرا في جميع ما أثر عن أنبياء أو قديسين.

[1] رواه أحمد والترمذي.

[2] رواه أبو داود.

[3] رواه مسلم.

[4] رواه مسلم.