responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 158

وقفت خلفه في الصلاة.. فلم أر صلاة كصلاته.. ولا خشوعا كخشوعه.. ولا سمتا كسمته[1]..

كان يبدو بمجرد تكبيره تكبيرة الإحرام، وكأنه قد انتقل إلى عالم آخر لا علاقة له بهذا العالم..

خرج من المسجد بعد أن صلى وأطال في صلاته حتى لم يبق في المسجد غيره..

في الطريق لقيه بعض الناس، وقال: يا زين العابدين.. إن فلاناً قد آذاكَ ووقع فيك.

نظر إليه، والابتسامة تملأ وجهه، وقال: انطلق بنا إليه..

سرت خلفهما، لأنظر المعركة التي يريد أن يقيمها هذا الرجل مع عدوه..

ما إن وصل حتى أسرع إليه يصافحه، ويسلم عليه، فتعجبت عجبا عظيما من هذا الموقف، واقتربت لأسمع ما يقال، فسمعته يقول له: يا أخي، إن كان ما قلتَ في حقاً فغفر الله لي، وإن كان ما قلت في باطلاً، فغفر الله لك.

قال ذلك، ثم انصرف.. وكأنه يعد الكلام عدا..

لم يملك الرجل إلا أن يسرع إليه، ويلتزمه، وهو يبكي، ويقول: لا جرم، لا عدت في أمر تكرهه.

نظر إليه زين العابدين نظرة مملوءة بالرحمة، وقال: وأنت في حلٍ مما قلت لي[2].

بعد أن امتلأت من حب هذا الرجل.. سألت بعض المارة عنه، فأجابني، وعيناه


[1] روي أنه وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين، وهو ساجد، فجعلوا يقولون له: يابن رسول الله النار، يا ابن رسول الله النار. فما رفع رأسه حتى أُطفئت. فقيل له: ما الذي ألهاك عنها؟ قال: ألهتني عنها النار الأخرى.

[2] وقد روي مثل هذا أحاديث كثيرة عن زين العابدين منها أن رجلا كلّمه افترى عليه، فقال: إن كنّا كما قلت فنستغفر الله، وإن لم نكن كما قلت فغفر الله لك. فقام إليه الرجل فقبل رأسه وقال: جعلت فداك، ليس كما قلت أنا فاغفر لي، قال: غفر الله لك. فقال الرجل: الله أعلم حيث يجعل رسالته.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست