فتح الباقر الكتاب، وراح يقرأ[1]: (أفضل العبادة العمل على مرضاة
الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته، فأفضل العبادات في وقت الجهاد:
الجهاد، وإن آل إلى ترك الأوراد، من صلاة الليل وصيام النهار، بل ومن ترك إتمام
صلاة الفرض، كما في حالة الأمن.
والأفضل في وقت حضور الضيف القيام بحقه،
والاشتغال به عن الورد المستحب.
والأفضل في أوقات السحر: الاشتغال
بالصلاة والقرآن، والدعاء والذكر والاستغفار.
والأفضل في وقت استرشاد الطالب، وتعليم
الجاهل: الإقبال على تعليمه والاشتغال به.
والأفضل في أوقات الأذان: ترك ما هو فيه
من ورده، والاشتغال بإجابة المؤذن.
والأفضل في أوقات الصلوات الخمس: الجد
والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه، والمبادرة إليها في أول الوقت، والخروج إلى
الجامع. وإن بعد كان أفضل.
والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج إلى
المساعدة بالجاه، أو البدن، أو المال: الاشتغال بمساعدته، وإغاثة لهفته، وإيثار
ذلك على أورادك وخلوتك.
والأفضل في وقت قراءة القرآن: جمعية
القلب والهمة على تدبره وتفهمه، حتى كأن الله تعالى يخاطبك به، فتجمع قلبك على
فهمه وتدبره، والعزم على تنفيذ أوامره أعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان
على ذلك.
والأفضل في وقت الوقوف بعرفة: الاجتهاد
في التضرع والدعاء والذكر دون الصوم المضعف عن ذلك.
والأفضل في أيام عشر ذي الحجة: الإكثار
من التعبد، لا سيما التكبير والتهليل
[1] ما نذكره هنا من كلام ابن القيم منقول بتصرف من (مدارج
السالكين: 1/91 وما بعدها)