والأفضل في العشر الأخير من رمضان: لزوم
المسجد فيه والخلوة والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس والاشتغال بهم، حتى إنه
أفضل من الإقبال على تعليمهم العلم، وإقرائهم القرآن، عند كثير من العلماء.
والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته:
عيادته، وحضور جنازته وتشييعه، وتقديم ذلك على خلوتك وجمعيتك.
والأفضل في وقت نزول النوازل وأذاة الناس
لك: أداء واجب الصبر مع خلطتك بهم، دون الهرب منهم، فإن المؤمن الذي يخالط الناس
ليصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يؤذونه.
والأفضل خلطتهم في الخير، فهي خير من
اعتزالهم فيه، واعتزالهم في الشر، فهو أفضل من خلطتهم فيه. فإن علم أنه إذا خالطهم
أزاله أو قلله فخلطتهم حينئذ أفضل من اعتزالهم.
فالأفضل في كل وقت وحال: إيثار مرضاة
الله في ذلك الوقت والحال. والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه)
بعد أن قرأ الباقر النص سألته: فهل تحقق
محمد بكل هذا؟
رأيت وجهه قد تغير تغيرا شديدا، وقال:
كيف تقول هذا.. إن محمدا a هو
المعلم الأكبر لعبادة الله.. وهو أعرف العارفين بالله.. وهو أعبد العابدين لله.
قلت: إن العبادة كما اصطلحت عليه الأعراف
هي الصلاة والذكر وقراءة القرآن والصيام.. فكيف تعمم العبادة بهذا الشكل؟
قال: أنا لم أعمم، بل القرآن الكريم مؤدب
رسول الله a ومعلمه، ومؤدب الأمة ومعلمها،
هو الذي علمنا علم ذلك.. فالله تعالى يقول في القرآن:﴿ لَيْسَ الْبِرَّ
أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ