ركعتين ثم نام حتى سمعت غطيطه، ثم خرج
إلى الصلاة[1].
وعن جابر قال: كان رسول الله a يتسوك من الليل مرتين، أو ثلاثا، كلما
رقد فاستيقظ استاك وتوضأ، وصلى ركعتين أو ركعة[2].
***
بقيت في صحبة زين العابدين ثلاث سنوات.. وقد عرفت خلالها أن
ألوان العبادة التي جاء بها محمد a لم يأت بمثلها دين من الأديان، ولا فكر من الأفكار.
وعلمت ـ من خلال صحبته ـ علم اليقين أن محمدا a هو سيد العباد.. وأنه لو جمعت
عبودية جميع العابدين ووزنت بعبودية محمد a لرجحت عبوديته.
قلت: فكيف ظهر لك أن تفارقه؟
قال: بل هو الذي ظهر له أن يفارقني؟
تعجبنا قائلين: كيف.. هل هجرك بعد إدناء.. وقلاك بعد محبة؟
قال: مثله لا يعرف الهجر.. ولا العداوة.. ولا البغضاء.
قلت: فكيف فارقك إذن؟
قال: لقد كان رجلا لا يتحرك حركة إلا بميزان دقيق.. إن قوله
تعالى:﴿ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً﴾
(النساء: 103) لم تكن عنده محصورة في الصلاة التي يعرفها الناس.. بل كانت الصلاة
عنده كل حياته.. فلذلك كانت حياته كلها موقوتة بمواقيتها المضبوطة.
قلت: فهل دق جرس فراقه لك، ففارقك؟
قال: بل جاءته رسالة من بعض البلاد النائية تطلب منه أن يأتي
ليبلغ رسالة الله، فراح