فراشي فأرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون
صدقة فألقيها)[1]
ومنها ما ورد في الحديث أن النبي a أصابه أرق من الليل، فقال له بعض نسائه:
يا رسول الله أرقت الليلة، فقال: (إني كنت أصبت تمرة تحت جنبي، فأكلتها وكان عندنا
تمر من تمر الصدقة، فخشيت أن تكون منه)[2]
بعد أن قال هذا وغيره، نظر إلى
المستمعين، وقال: إن أذن المستمعون أن نخص مجلسنا بالحديث عن هذا فعلنا..
قال رجل من الجمع: أجل، على أن تأذن لنا
أن نسألك بعدها عن بعض المسائل الخاصة التي عرضت لنا في هذا الأسبوع.
قال بشر: لكم ذلك.. لقد ذكر العلماء أن
للورع عن الحرام أربع درجات: درجة العوام، ودرجة الصالحين، ودرجة المتقين، ودرجة
الصديقين[3].. ولن يكتمل للوارث التحقق بسنة
الورع إلا باكتمال هذه المراتب جميعا.
ورع العوام:
قال رجل من الجمع: لقد حدثتنا في مجالس
سابقة عن درجة العوام.. وذكرت أنها الدرجة التي توجب الفسق لمن اقتحمها، وأن النبي
a أشار إليها بقوله: (إن الحلال
بين وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى
الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول
الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن
في الجسد مضغة إذا صلحت