وقوله a: (فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير
دينكم الورع)[2]
وقوله a: (ثلاث مَنْ كنَّ فيه استوجب الثواب
واستكمل الإيمان: خُلُقٌ يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن محارم الله، وحِلم يردُّ
به جهل الجاهل)[3]
ثم راح يذكر النماذج من سلوك رسول الله a الدال على ورعه الشديد الذي لا يضاهيه
فيه أحد من الورعين، ومن ذلك ما روي أن النبي a وجد تمرة في الطريق فقال: (لولا أني
أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها)[4]
ومنها ما روي أن الحسن بن علي أخذ تمرة
من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال النبي a: (كخْ كخْ، ارمِ بها، أما علمت أنَّا لا نأكل الصدقة، أو أنَّا لا
تحل لنا الصدقة)[5]
ومنها ما ما روي أن امرأة بعثت إلى النبي
a بقدح لبن عند فطره وهو صائم،
وذلك في طول النهار وشدة الحر، فرد إليها الرسول: (أنى لك هذا اللبن؟) قالت: من
شاة لي ؛ فرد إليها رسولها: (أنى لك هذا الشاة؟) قالت: أشتريتها من مالي؛ فشرب،
فلما كان من غد، أتت النبي a،
فقالت: يا رسول الله: بعثت إليك بذلك اللبن مرثية لك من طول النهار وشدة الحر،
فرددت فيه إلي الرسول! فقال النبي a: (بذلك
أمرت الرسل قبلي، أن لا تأكل إلا طيبا، ولا تعمل إلا صالحا)[6]
ومنها ما ورد في الحديث من قوله a: (إني لأنقلب إلى أهلي، فأجد التمرة
ساقطة على