responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 188

وأخبرني أن واثلة بن الأسقع كان واقفاً فباع رجل ناقةً له بثلثمائة درهم، فغفل واثلة وقد ذهب الرجل بالناقة، فسعى وراءه وجعل يصيح به: يا هذا، اشتريتها للحم أو للظهر؟ فقال: بل للظهر، فقال: إن بخفها نقباً قد رأيته، وإنها لا تتابع السير، فعاد فردها فنقضها البائع مائة درهم، وقال لواثلة: رحمك الله أفسدت علي بيعي، فقال: إنا بايعنا رسول الله a على النصح لكل مسلم، وقال: سمعت رسول الله a يقول: (لا يحل لأحد يبيع بيعاً إلا أن يبين آفته، ولا يحل لمن يعلم ذلك إلا تبيينه)[1]

وأخبرني عن بعض التابعين أنه قال: لو دخلت الجامع وهو غاص بأهله وقيل لي: من خير هؤلاء؟ لقلت: من أنصحهم لهم؟ فإذا قيل: هذا،قلت: هو خيرهم. ولو قيل لي: من شرهم؟ قلت: من أغشهم لهم؟ فإذا قيل: هذا، قلت: هو شرهم.

بينما نحن كذلك إذ سمعنا جلبة في السوق.. فسألت التاجر عنها، فقال: هذا موعد اللقاء الأسبوعي الذي تعود بشر أن يقيمه لأهل السوق ليعرضوا فيه مسائلهم عليه، وليملأ قلوبهم من المواعظ التي تجدد نشاطهم لعبودية أهل الأسواق.

ترك الرجل دكانه مفتوحا، وسار يحث خطاه إلى حيث تجمع الناس.. سرت خلفه.. وقد دهشت لترك أهل السوق محالهم وتجارتهم وزبائنهم وإسراعهم إلى هذا الرجل الذي يدعونه بشرا.. ويلقبونه بالوارث.

كانت سمات الصلاح والورع والوقار تظهر جلية على بشر.. وكأنه بشر الحافي قد عاد إلى الدنيا من جديد ليكون واعظ هذا السوق من أسواق بغداد.

كانت أول كلمة سمعتها منه هو ترديده لقوله a: (كن ورعاً تكن أعبدَ الناس)[2]

وقوله a: (لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين، حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به


[1] رواه الحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد.

[2] رواه ابن ماجة بإسناد حسن.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست