قلت: أنا لم أجئ إليك لتعرفني بالدنيا
وزهادتها، فقد كانت لدي ومعي، وقد رأيت منها ما ملأني زهدا فيها.. ولكني جئتك
لأتعرف على الإنسان الكامل.. ذلك الذي نصبه الله علما لعباده يهتدون بهديه،
ويسيرون سيرته.
قال: لن يكون الإنسان كاملا حتى يرى
الوجود بصورته الحقيقية، فيسير فيه وفق ما تقتضيه الحقائق، لا وفق ما تقتضيه
الأهواء.
قلت: فمن هو ذلك الذي لم ينحجب بالأهواء
عن الحقائق؟
قال بسرعة، وبصوت عال: ذلك هو الكامل
الأكبر.. ذلك هو محمد رسول الله.. هو الإنسان الوحيد الذي اكتملت له معرفة
الحقائق، فصار مرآة لتجلياتها، وفهرسا لمفرداتها.. فإن